محلل سياسي : منظومة الفساد ليست أقوى من إرادة الشعب الذي يتطلع لدولة قوية

top-news
  • (احقاف / مقالات)
  • 13 مارس, 25

أكد المحلل السياسي الدكتور قاسم الهارش، أن منظومة الفساد ليست أقوى من إرادة الشعب الذي يتطلع لدولة قوية.


وجاء المقال على النحو التالي:

تخوض اليمن اليوم واحدة من أخطر المعارك المصيرية، ليست فقط ضد الانقلاب والفوضى، بل ضد منظومة الفساد التي عششت في مؤسسات الدولة لعقود.

إنها معركة بين مشروع وطني يسعى لاستعادة الدولة وترسيخ مؤسساتها، وبين قوى مستفيدة من الفوضى والنهب المنظم، لا تستطيع العيش إلا في بيئة الانقسام والتخريب.

وفي هذا السياق، تأتي محاولات إضعاف الحكومة والتشويش على جهودها الإصلاحات، بما في ذلك إثارة الجدل حول استقالة رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك، كجزء من مخطط لإجهاض أي خطوات نحو استعادة الدولة.

لم يكن الطريق إلى استعادة الدولة يوما مفروشا بالورود، فكل خطوة نحو الإصلاح تواجه مقاومة شرسة من قوى اعتادت استغلال مؤسسات الدولة لتحقيق مكاسبها الخاصة.

ولعل ما نشهده اليوم من حملات تضليل وتشويه تهدف إلى إضعاف الحكومة هو امتداد لهذه الحرب الطويلة التي تخوضها القوى الوطنية ضد أدوات الفساد والتخريب.

فالدولة لا تبنى بالصراخ والافتراءات، بل بالإرادة السياسية والعمل الدؤوب لإعادة المؤسسات إلى مسارها الصحيح.

إن الحديث عن استقالة بن مبارك في هذا التوقيت ليس مجرد رأي سياسي عابر، بل هو جزء من مؤامرة واضحة تستهدف إفشال أي مشروع حقيقي قبل أن يكتمل.

فمنذ توليه رئاسة الحكومة، خاض بن مبارك مواجهة مفتوحة ضد مراكز النفوذ والفساد، وعمل على تنفيذ إصلاحات اقتصادية وإدارية كانت كفيلة بإعادة التوازن لمؤسسات الدولة. هذه الخطوات لم ترق للكثيرين ممن اعتادوا استغلال الدولة كغنيمة، فبدأت حملات التشويه والتشكيك، أملاً في إرباك المشهد ودفعه للاستسلام.

في معارك الأوطان، لا مجال للحياد، فإما أن تكون في صف بناء الدولة أو في معسكر هدمها. اليوم بحاجة إلى قيادات صلبة لا تنكسر أمام العواصف، بل تقاتل حتى النهاية لتحقيق المشروع الوطني المنشود. الرهان ليس على من يحاولون تعطيل عجلة الإصلاحات، بل على من يؤمنون بأن الدولة لن تبنى إلا بسواعد المقاتلين الحقيقيين، وليس بأوهام الفاسدين الذين يظنون أن الفوضى ستدوم إلى الأبد.

ترك الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *